تحميل رواية حضورك ملء الغياب pdf – عمر سيفينتشجول

120

رواية حضورك ملء الغياب – عمر سيفينتشجول

هذا الدّفترُ رسالةٌ طويلةٌ كُتِبَت إليكِ. ما تَبقّى من حياتي هو عُمرٌ عشتُهُ من دونِكِ. قد يبدو لكِ ما ورد فيها تجلّيًا لحالة روحية مرضية، ومع ذلك، لابدّ لك من قراءتها لأنها ذكرى عُمرٍ عشتُهُ مع طيفِكِ.

تُرى من أكون؟ قد أكونُ بالنّسبة إليكِ ذكرى باهتة، أو ربما ظِلًّا مَنسِيًّا، أو ربما عَدَمًا.

ولكي أجعلَكِ تتذكّرين؛ عليّ أن أُنعِشَ ذاكرتك، أن أُحدّثك عن ربيع عُمرِنا.

هناك علامةٌ خفيفةٌ في آبار الذّاكرة العميقة، فإذا ما أَثَرتُها يوجدُ احتمالٌ بأن تتذكّريني.

لقد قلتُ لك “إنّني كاتب” عندما التقينا قبل سنوات، وها أنا اليوم أُعيد الجُملةَ نفسها. أنا كاتب.

كاتبٌ يتوجَّهُ بكلّ كلمة في مؤلَّفاته إلى شخصٍ واحدٍ لا غير. إليكِ أنتِ!

كلُّ ما كتبت، كتبتُه وأنا أفكر فيكِ لتقرئيه، لتُحبّيه. افترقَ طريقُنا. بنيتِ لكِ حياةً خاصّة، حياةٌ ما كان لي فيها من مكان. حتى ما نُشِرَ لي من كتب، ما استطعتُ أن أرسِلَهُ إليكِ. فكّرتُ في أن أفعل، تخيّلتُ ذلك، لكنني ما استطعت.

كنتُ سآتي إليكِ، كنتِ لِتَقرئي كُتُبي، كنتِ لتعتبريني كاتبًا بعدئذٍ. كنّا لنلتَقِيَ ربّما، لنتبادلَ أطرافَ الحديثِ بين الفينةِ والأُخرى.

لم يحدُث أيٌّ من ذلك. لم أملك ما يكفي من الشجاعة، خشيتُ أن تسخَري منّي.

ها هي كُتُبي اليوم تُعرَضُ في الواجهات، أذهبُ في أيامٍ مُحدّدة من أجل التّوقيع، ها أنا أُعرف، ها أنا أشتَهر

قريبا