تحميل رواية عراف القرية pdf محمد سيد

66

ا سبيل للتحرر سوى بالتضحية والدماء والكذب والنفاق، لم يعد للمشاعر وجود بعد الآن ولا يوجد مكان للشفقة، الآن ليس لديك حرية الاختيار فأنت فى مستقر أسياد الأرض وسلاطين الظلام..

الي اين ذاهب ياعصـام.. الوقت متأخر نام الليلةُ وغادر في الصبـاح؟
– انـام في بيت الكُفر؟ انـام وسط الشياطين؟
ابتسـمَ (المعتصم) لأخيه قائلا :
– هذا ماتعلمته في تعليمك عن قطع صلة الرحم .. هذا ماتعلمته عند خالتك؟..
– كلا والله لقد تعلمت ما لم تعلمه لك شياطينك ياعدو الله!! ..
نهض (المُعتصم) من الأريكة وبدأ يترجل نحو اخيه وقال
— لقد كنت طفل صغير ،انـا من ربيتك بعد حريق ابيك الساحر المعتوه!! قصة لا تعلم عنها شيئا ، انا من تحملتها بمفردي خوفا علي مَشاعرُك، انا من ادفعَ ثمنها الى الان؟ لكوني فقط الاخ الأكبر!! ولكنى تجاوزت ياخي وتحديت كل هذا واصبحت كمـا تراني الان..
اقترب (المعتصم) من اخيه واكمل
– اتعلم انا لم اعارض حينما طلبت والدتك مغادرتك للقرية، انت من صغرك لم تحمل اىّ هموم، كل شيء جاء لك علي طبقاً من فضة، هه وبسببي انا! .. بسببي انـا تعلمت واكلت وشربت ، اما انا اعاني! جعلت النـاس يحترمونك منذ صغرك! فانت اخو العراف!! .. وتركت امك وحيدة تصارع مرضها؟ .. انت لم تتحاسب يوماً علي اثم واحد من ماضينا القديم؟ ..
ضَحك ( عصام) بتهكم وسخريةٌ واقترب اكثر من أخيه (المعتصم) واصبحوا وجهاً لوجه وقال :

– أغبت كثير لهذه الدرجة ؟ جلساتك مع الشياطين جعلتك ماهراً علي الخداع وتزيف الواقع، جعلتك تقول العبارات المؤثرة وتنعت أباك بالسب والشتائم ؟ لم انسي يومـاً انك من قومت بتربيتي، ولكني لا أشكرك بل انعتك في كل صباح ومساء واشكر الله واستغفره لمـا دخل في احشائي من مالٍ حرام .. اشكره انه هداني ان اترك القرية واذهب بعيداً عن نجاستك انت وشياطينك ياشيخهم المبروك !..
أوما المعتصم براسه وهو يقول
— ان ماتقوله في حقي اسامحك في ياأخي! ولكن ماتقوله في حقهم فأنا اراهم خلفك ينظرون اليك بشراً مهيباً .. ولن افعل شيء!
ضحك (عصـام) بتهكُم مرة اخري وهو يلتف بجسده ، ثم اخذ حقيبته ليغادر وحينما اقدم الي الباب ليدلف الى الخارج لم يفتح! حاول مرة اخري ولكنه ظل عالقاً لايفتح .. نظر (عصام) لأخيه فوجده مطأطأ الرأس، فاندفع قائلا :
– افتح الباب يامعتصم!!
رفع (المعتصم) رأسه وهو مبتسما
– ومن قال لك انني اغلقته من الأساس؟ بل هُم! .. انت من قـُلت في بداية حديثك انه بيتهم .. امـا انا مجرد ضيف!

الكتاب له حقوق نشر وغير متواجد pdf

حقوق النشر محفوظة