«السيرة الذاتية» لريتشارد جفريز كتاب مفعم بالحيويّة، يجب أن يقرأ ككلّ، أن يخبر كتجربة؛ لا يمكن تلخيصه. جفريز نفسه لم يكن قادرا على وصف كتابه إلّا بوسائل توضيحيّة. ما من كتاب من كتبه عنى له أكثر مما عناه هذا الكتاب، وكانت عدم قناعته به -حيث يدعوه «نبذة بالكاد مقتطعة»-مقياسا لمدى أهمّية ما كان يحاول (الكتاب) قوله بالنسبة إليه. لقد كان أساسا رجلا مريضا عندما قام بكتابته، وأحيانا في حالة «وجع شديد»، بين كانون الأوّل عام 1881 وأيّار عام 1883، وتظهر الكتابة كلّا من تأثيرات الألم والراحة الناجمة عن «رحلات الحجّ» الوجدانيّة على حدّ سواء، التي يستعيدها من عمر السابعة عشر يوم بدأت (قصّته).
خلال الفترة التي تقلّ عن الأربع سنوات التي عاشها جفريز بعد نشر القصة للمرّة الأولى في تشرين الأوّل عام 1883، واصل كفاحه لتوسيع فلسفته حول «حياة الروح» أو «حياة الشمس». في رأيّي إنّ هذا يمثل كفاح رجل شجاع وموهوب لإدراك فكره الذي يشتمل (قصة قلبي) على قيمته الفذّة. جيريمي هوكر