تحميل كتاب 7 ألوان pdf سارة المغازى

49
دائما كنت انظر للرسام انه الفنان الأوحد … ذلك الذى يستطيع ان يدمج الألوان ببعضها ويصنع منها كائنات وسحابا وأنهار ثم يجمع كل ذلك فى لوحة تحمل اكثر من معنى … كيف يستطيع ان يجعل من ورقة بيضاء ككفن تضج بالحياة ويجمع تفاصيل وألوان مشهد رآه فى لوحة صغيرة مركزة … فكانت فكرتى عن ألوان الباستيل والجرافيت والزيتية والمائية وباقى الصنوف انها بحق تصنع المعجزات ..
لكن حينما اقرأ الكلمات المكتوبة أجدنى أنظر للوحة ساحرة… هي فقط مرسومة بشكل اخر … كل كلمة هي كائن جديد ينضم للوحة … كل بلاغة هي تفصيل لملامحه … كل نقطة وفاصلة هى مسافات تحدد العلاقات بينهم … كل مقطع هو انتهاء زمن عاشوه وبداية اخر … هنالك شمس مكتوبة وارضا رمادية ونهر يتدفق بين السطور … هنالك حكايات مكتوبة دون ألوان مفعمة بالحياة بالفعل …
فوجدت ان الألوان تكمن فى قلوبنا وليست فى ريشة القلم … والفنون بكافة اشكالها ما هي إلا عكس لعالم ملون بداخلنا … عالم يحمل ذاتنا واحلامنا ويضفيها على كل شيء تراه أعيننا فيزيدها جمالا او بؤسا … لذلك فقد تركت بين يديك حكايات مرسومة بكلمات سوداء فقط …لأنني اعلم انك من سيمنحها السبعة ألوان !!
قريبا