تحميل رواية عبث pdf – إبراهيم محمد النملة

878

رواية عبث – إبراهيم محمد النملة

“لم أكن أعرف منك سوى كلمات ترفعني عالياً ترطم برأس غيمة السماء، وذلك ما أعرفه عنكِ! نشرت مرة أخرى في الصحيفة التي تعشقينها كما قلت في رسالة إلكترونية عابرة لتأتي رسالة منك تصرخ كلماتها بهمس نعومة أحرفك…” إعجابي بكلماتك وأسلوبك لا يعني أني أوافقك على كل ما تكتب، انتبه إلى ذلك جيداً… لدي ملاحظات عدّة.. ونقاش كبير… لا أعتقد أن البريد الإلكتروني يستطيع أن يضم كل ما أريد أن أقوله لك، سأكون جريئة بعض الشيء وسأحكم أسوار خجلي، وسأقول لك كل شيء عن كلماتك التي لم تكتبها أنت!! أرسل لي رقم هاتفك!!! وفاء: قرأت رسالتك، وأعدت قراءتها عدة مرات، ترددت كثيراً شيء ما في داخلي لا أفقهه وضعني بين إرسال رقم هاتفي وبين تجاهل طلبك.. أو أمرك!!.. وأرسلت رقم هاتفي..، وانتظرت سماع صوتك.. ولا زلتُ يا وفاء أتذكر جيداً ذلك الوقت.. لم تعطني الشمس في مغيبها لون رحيلها المميز، كانت السماء مزدحمة بغيوم كثيرة تكاد أن تلامس أسطح المنازل ولم تنبس بقطرة مطر واحدة. صوت محمد عبده ينساب بهدوء من الركن الأيمن لسريري حيث جهاز التسجيل بأغنية (اسمحي لي يا الغرام) تحت وطء الظلام القادم من خلف مخيب الشمس، كنت أعيش من خلال رؤيتي من النافذة طفولتي التي لم تعش زخات المطر، كانت أمي حينما ترى الغيوم داكنة وتنبئ بالمطر تسحبنا أنا وأختي من على الأرصفة وتغلق علينا باب الدار، لنسمع نداءات المطر التي تطرق النوافذ والأبواب، رنين هاتفي النقّال سحبني من الماضي إلى الحاضر، أدرت جسدي وتركت الغيوم التي تكاد أن تلامس نافذتي واتجهت إليه بعدما خفضت من صوت التسجيل، نظرت إلى شاشته وكان الرقم غريباً.. وكان صوتك، صدق إحساسي… ومن هنا كانت البداية”.

تتناسل الحكايات من رحم الحياة وأحياناً من رحم الموت، ومن بين كل الحكايات تظل هناك حكاية واحدة مستعصية على النسيان، لا تموت أبداً تمثل العمر كله، نتعلق بها وتتعلق بنا، وإن كان لا بد من فراقها فلحظة احتضارنا تنزفها مع زفراتنا الأخيرة. تلك هي حكاية الروائية “عبث” التي مسحت كل الحكايات لتبقى هي بالنسبة له فقط بطقوسها وشخوصها، حكاية لن تموت به أبداً!! فهناك حكاية تحيا لتدفن أخرى في ثرى النسيان.

للتحميل اضغط هنا