تحميل رواية أفاريل pdf للكاتب عمرو ممدوح الزعفراني
من أحدث الرواية…
نظر أيخمان إلى العمود غير مبالٍ بتاريخه ولا بتلك المعلومة التي قالها كاستنر منذ قليل، ولكنه التفت إلى الأخير قائلًا:
لماذا اخترت مصر تحديدًا يا كاستنر، ولم تذهب كباقي أبناء جلدتك إلى فلسطين؟!
يبدو أن السؤال كان مفاجأة لكاستنر الذي صمت للحظاتٍ وعيناه لم تفارقان النُّصب الشهير، ثم تنهد بعمقٍ وقال:
تاريخنا في مصر أعظم من تاريخنا في أورشليم، ولكن ليس هذا السبب فقط.
ثم مال إلى أذن أيخمان ليقول مردفًا بهمسٍ بدا كالفحيح:
إنني أعشق تراب هذه الأرض، وأعتقد تمامًا أنها يومًا ما ستكون لنا.
نظر أيخمان إلى عينيه مباشرةً كأنه يغوص في أعماق عقلٍ ذلك اليهودي قبل أن يبتسم ساخرًا:
ألا تريد أن تعرف لماذا جئت إليك؟!
ابتسم كاستنر وقال وهو يشيح بيديه في حركةٍ مسرحية:
إن كنت قطعت كل هذه المسافة، وجازفت بكل هذا الخطر من أجل شيءٍ أملكه، فأنت حتمًا ستطلبه مني دون أن أنبس ببنت شفةٍ!
كان أيخمان يعلم جيدًا مع مَن يتحدث، ومع طبيعة الشخصية التي يتعامل معها؛ لهذا أشعل سيجارته واستحلب دخانها بعمقٍ وهو ينظر إلى عمود السواري الشاهق ويقول:
لقد بدأ الإعجاب يتملكني من هذا العمود حقًا.
لماذا لا تختصر الوقت يا عزيزي؟!
ابتسم أيخمان ساخرًا وهو يعرف أن مناورته قد أثارت فضول اليهودي:
الفوهرر يريد شيئًا تملكونه؟
لا تتوفر هذه الرواية الكترونيا حاليا