ارتسم الرعب على ملامحي وأنا أمدُّ يدي؛ كي أمسح الدم الذي لطَّخه، حينما تيقَّن ذلك الكائن من أنَّ الخوف قد اجتاح فؤادي أعاد تلك الكلمات المبهمة مرارًا ومرارًا، ارتفعت يدي التي تلطَّخت هي الأخرى بالدم لتغلق أذنَيَّ، لكنها فشلت في منع الصوت من الدخول إليهما، كادت دموعي تتساقط من الألم، كان يتلذَّذ بتعذيبي أمَّا أنا فكنت أصارع الخوف بداخلي، وفجأةً صرخت فيه رغمًا عني، نعم.. صرخت وتحرَّرت شفتاي، عُدت للتحكم بها، كنت أصرخ وأنا أقول:
– لا أفهمها لكني حفظتها .. جيرا لغو تازا داما.

كان الكتاب ثقيلًا جدًّا فوضعته على المنضدة التي أمامي، وضعته بحذر وعاملته كما تعامله ناردين؛ ما جعل توترها يهدأ قليلًا، بسبَّابتي تحسَّست النقوش البارزة على الغلاف فمشيت معها كأنني أكتبها من جديد، قبل أن أنتهي وجدت ناردين تقف أمامي والمنضدة أصبحت تفصلني عنها، أمسكت بيدي واعتصرتها بقوة، تحدَّثت بعصبية وانفعال مبالغ فيه، كان صوتها أشبه بالصراخ في وجهي:
– إنت ازاي شايف الكلام اللي مكتوب على الكتاب؟ البشر مبيقدروش يشوفوا أو يسمعوا لغة الهسيس.

قريبا